فصل: من السِّيرَة النَّبَوِيَّة والمغازي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تغليق التعليق على صحيح البخاري



قوله فِي:

.باب حَدِيث زيد بن عَمْرو بن نفَيْل:

[3826]:
عقب حَدِيث [3826] فُضَيْل بن سُلَيْمَان عَن مُوسَى بن عقبَة ثَنَا سَالم بن عبد الله بن عمر قَالَ: «لَقِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد بن عَمْرو بن نفَيْل» فَذكر الحَدِيث إِلَى قوله: «إعظاما لَهُ».
[3827]- قَالَ مُوسَى ثَنَا سَالم بن عبد الله وَلَا أعلمهُ إِلَّا يحدث بِهِ عَن ابْن عمر: «أَن زيد بن عَمْرو بن نفَيْل خرج إِلَى الشَّام» فساق الحَدِيث بِتَمَامِهِ.
قلت مَا زلت أَظن أَنه بَقِيَّة من الحَدِيث وَبِذَلِك جزم أَصْحَاب الْأَطْرَاف وَأَبُو نعيم فِي مستخرجه لكني رَأَيْت الْإِسْمَاعِيلِيّ قد شكّ فِيهِ فَأخْرج الحَدِيث الأول من طَرِيق فُضَيْل بن سُلَيْمَان كَمَا أخرجه البُخَارِيّ وَقَالَ بعده سَاق البُخَارِيّ بعد هَذَا قصَّة مَا أَدْرِي هِيَ من حَدِيث فُضَيْل أم لَا.
قلت وَقد وَقعت لنا هَذِه الْقِصَّة من وَجه آخر عَن مُوسَى بن عقبَة قَالَ أَبُو يعْلى فِي مُسْنده ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج ثَنَا عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار حَدثنِي مُوسَى بن عقبَة حَدثنِي سَالم بن عبد الله بن عمر عَن زيد بن عَمْرو قَالَ وَلَا أرَاهُ حدث ذَلِك إِلَّا عَن عبد الله: «أن زيد بن عَمْرو خرج إِلَى الشَّام يسْأَل عَن الدَّين ليتبعه فلقي عَالما من الْيَهُود فَسَأَلَهُ عَن دينهم فَقَالَ لَهُ لم قَالَ لعَلي أدين دينكُمْ فَأَخْبرنِي عَن دينكُمْ قَالَ إِنَّك لن تكون عَلَى ديننَا حَتَّى تَأْخُذ نصيبك من غضب الله فَقَالَ لَا أفر إِلَّا من غضب الله وَلَا أحمل من غضب الله شَيْئا وَأَنا أَسْتَطِيع فَهَل تدلني عَلَى دين لَيْسَ فِيهِ هَذَا قَالَ مَا أعلم إِلَّا أَن يكون حَنِيفا قَالَ وَمَا الحنيف قَالَ دين إِبْرَاهِيم لم يكن يَهُودِيّا وَلَا نَصْرَانِيّا وَكَانَ لَا يعبد إِلَّا الله فَخرج من عِنْده فلقي عَالما من عُلَمَاء النَّصَارَى فَسَأَلَهُ عَن دينهم فَقَالَ إِنِّي لعَلي أَن أدين دينكُمْ فَأَخْبرنِي عَن دينكُمْ فَقَالَ إِنَّك لَا تكون عَلَى ديننَا حَتَّى تَأْخُذ نصيبك من لعنة الله فَقَالَ لَا أحمل من لعنة الله وَلَا من غَضَبه شَيْئا وَأَنا أَسْتَطِيع فَهَل تدلني عَلَى دين لَيْسَ فِيهِ هَذَا فَقَالَ لَهُ نحوما قَالَ الْيَهُودِيّ قَالَ لَا أعلم إِلَّا أَن يكون حَنِيفا قَالَ وَمَا الحنيف قَالَ دين إِبْرَاهِيم لم يكن يَهُودِيّا وَلَا نَصْرَانِيّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفا مُسلما وَلم يكن يعبد إِلَّا الله فَخرج من عِنْدهم وَقد رَضِي بِمَا أخبراه وَالَّذِي اتفقَا عَلَيْهِ من شَأْن إِبْرَاهِيم فَلَمَّا برز رفع يَدَيْهِ إِلَى الله فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أشهدك أَنِّي عَلَى دين إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام».
أنبأنيه أَبُو عَلِيّ الْمَهْدَوِيّ عَن إِسْحَاق بن يَحْيَى بن إِسْحَاق الْآمِدِيّ أَن يُوسُف بن خَلِيل الْحَافِظ أخْبرهُم إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا أَنا أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الطرسوسي عَن أبي عَلِيّ الْحداد أَنا أَبُو نعيم ثَنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم ثَنَا أَبُو يعْلى بِهَذَا وَرَوَاهُ الزبير بن بكار من طَرِيق ابْن أبي الزِّنَاد عَن مُوسَى نَحوه.
فِيهِ:
[3828] وَقَالَ اللَّيْث كتب إِلَى هِشَام عَن أَبِيه عَن أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَت: «رَأَيْت زيد بن عَمْرو بن نفَيْل قَائِما مُسْندًا ظَهره إِلَى الْكَعْبَة يَقُول يَا معشر قُرَيْش وَالله مَا مِنْكُم عَلَى دين إِبْرَاهِيم غَيْرِي» الحَدِيث.
قرأته عَلَى مَرْيَم بنت مُحَمَّد الأَسدِية أخْبركُم يُونُس بن أبي أسْحَاق إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا عَن عَلِيّ بن الْحُسَيْن عَن سعيد بن أَحْمد أَن أَبَا نصر الزَّيْنَبِي أخبرهُ أَنا أَبُو بكر الْوراق ثَنَا أَبُو بكر بن أبي دَاوُد ثَنَا عِيسَى بن حَمَّاد أَنا اللَّيْث عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن أَسمَاء بنت أبي بكر أَنَّهَا قَالَت: «لقد رَأَيْت زيد بن عَمْرو بن نفَيْل قَائِما مُسْندًا ظَهره إِلَى الْكَعْبَة يَقُول يَا معشر قُرَيْش وَالله مَا مِنْكُم أحد عَلَى دين إِبْرَاهِيم غَيْرِي وَكَانَ يَحْيَى المؤودة يَقُول للرجل إِذا أَرَادَ أَن يقتل ابْنَته لَا تقتلها أَنا أكفيك مؤنتها فيأخذها فَإِذا ترعرعت قَالَ لأَبِيهَا إِن شِئْت دفعتها إِلَيْك وَإِن شِئْت كفيتك مؤنتها».

.من السِّيرَة النَّبَوِيَّة والمغازي:

قوله فِي:

.باب أَيَّام الْجَاهِلِيَّة:

[3847]- وَقَالَ ابْن وهب أَنا عَمْرو عَن بكير بن الْأَشَج أَن كريبا مولَى ابْن عَبَّاس حَدثهُ أَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: «لَيْسَ السَّعْي وببطن الْوَادي بَين الصَّفَا والمروة سنة إِنَّمَا كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يسعونها وَيَقُولُونَ لَا نجيز الْبَطْحَاء إِلَّا شدا».
قَالَ أَبُو نعيم فِي الْمُسْتَخْرج عَلَيْهِ ثَنَا مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَلِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا حَرْمَلَة بن يَحْيَى ثَنَا ابْن وهب أَخْبرنِي عَمْرو بِهَذَا سَوَاء.
قوله فِي:

.باب مَا لَقِي النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابه من الْمُشْركين بِمَكَّة:

[3856]- عقب حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير قَالَ: «سَأَلت عبد الله بن عَمْرو أَخْبرنِي بأشد شَيْء صنعه الْمُشْركُونَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الحَدِيث.
تَابعه ابْن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي يَحْيَى بن عُرْوَة عَن عُرْوَة قَالَ قلت لعبد الله بْن عمرو وَقَالَ عَبدة عَن هِشَام عَن أَبِيه قيل لعَمْرو بن الْعَاصِ.
وَقَالَ مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة حَدثنِي عَمْرو بن الْعَاصِ.
أما حَدِيث ابْن إِسْحَاق فَأخْبرنَا بِهِ عبد الله بن عمر أَنا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر أَنا أَبُو الْفرج بن عبد الْمُنعم أَنا أَبُو مُحَمَّد بن صاعد أَنا هبة الله بن مُحَمَّد أَنا الْحسن بن عَلِيّ أَنا أَبُو بكر بن مَالك ثَنَا عبد الله بن أَحْمد بن مُحَمَّد ثَنَا أبي ثَنَا يَعْقُوب ثَنَا أبي عَن ابْن إِسْحَاق حَدثنِي يَحْيَى بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: «قلت لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَخْبرنِي بأشد شَيْء صنعه الْمُشْركُونَ برَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَقَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار وَلَفظ الْمَتْن لَهُ ثَنَا أَبُو طَلْحَة مُوسَى بن عبد الله ثَنَا بكر بن سُلَيْمَان عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن يَحْيَى بن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ: «قُلْنَا لعبد الله بن عَمْرو مَا أَكثر مَا رَأَيْت قُريْشًا أَصَابَت من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا كَانَت تظهر من عداوته قَالَ قد حَضرتهمْ وَقد اجْتمع أَشْرَافهم يَوْمًا فِي الْحجر فَذكرُوا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا مَا رَأينَا مثل صَبرنَا من أَمر هَذَا قطّ سفه أَحْلَامنَا وَشتم آبَاءَنَا وَعَابَ ديننَا وَفرق جماعتنا لقد صَبرنَا مِنْهُ عَلَى أَمر عَظِيم فبيناهم فِي ذَلِك إِذْ أقبل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأقبل يمشي حَتَّى اسْتَلم الرُّكْن فَلَمَّا أَن مر بهم غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعرفت ذَلِك فِي وَجهه فَمر بهم الثَّالِثَة فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا ثمَّ قَالَ تَسْمَعُونَ يَا معشر قُرَيْش وَالَّذِي نَفْس مُحَمَّد بِيَدِهِ لقد جِئتُكُمْ بِالذبْحِ قَالَ فَأخذ الْقَوْم حَتَّى مَا مِنْهُم إِلَّا عَلَى رَأسه طَائِر وَاقع حَتَّى إِن أَشَّدهم فِيهِ ليلقاه بِأَحْسَن مَا يجد من القَوْل إِنَّه ليقول انْصَرف يَا أَبَا الْقَاسِم انْصَرف راشدا فوَاللَّه مَا كنت جَاهِلا فَانْصَرف رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إذا كان من الْغَد اجْتَمعُوا وَأَنا مَعَهم فَقَالَ بَعضهم لبَعض ذكرْتُمْ مَا بلغ مِنْكُم وَمَا بَلغَكُمْ عَنهُ حَتَّى إِذا أَتَاكُم بِمَا تَكْرَهُونَ تَرَكْتُمُوهُ فبيناهم كَذَلِك إِذْ طلع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامُوا إِلَيْهِ وثبة رجل وَاحِد فَمَا زَالُوا يَقُولُونَ أَنْت الَّذِي تَقول كَذَا وَكَذَا لما بَلغهُمْ من عيب آلِهَتهم فَيَقُول رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنا الَّذِي أَقُول ذَلِك قَالَ فَلَقَد رَأَيْت رجلا مِنْهُم أَخذ بِمَجَامِع رِدَائه قَالَ وَقَامَ أَبُو بكر دونه وَهُوَ يبكي يَقُول أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله ثمَّ إنصرفوا عَنهُ فَكَانَ ذَلِك أَشد مَا رَأَيْت قُريْشًا بلغت مِنْهُ قطّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».
وَأما حَدِيث عَبدة فَأخْبرنَا بِهِ أَبُو الْحسن بن أبي الْمجد عَن سُلَيْمَان بْن حَمْزَة أَن جَعْفَر بن عَلِيّ الهمذاني اخبره أَنا الْحَافِظ أَبُو طَاهِر السلَفِي أَنا أَبُو طَالب الْبَصْرِيّ ثَنَا أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان ثَنَا أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْآجُرِيّ بِمَكَّة ثَنَا جَعْفَر الْفرْيَابِيّ ثَنَا عُثْمَان بن أبي شيبَة ثَنَا عَبدة بن سُلَيْمَان عَن هِشَام عَن أَبِيه قَالَ: «قيل لعَمْرو بن الْعَاصِ مَا أَشد مَا رَأَيْت قُريْشًا بلغُوا من رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الحَدِيث نَحْو حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو الْآتِي.
رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي كتاب التَّفْسِير عَن هناد بن السّري عَن عَبدة فَوَقع لنا بَدَلا عَالِيا.
وَكَذَا رَوَاهُ سُلَيْمَان بن بِلَال عَن هِشَام عَن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَمْرو بن الْعَاصِ رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل وَخَالَفَهُمَا مُحَمَّد بن فليح فَرَوَاهُ عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عبد الله بن عَمْرو.
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو فَقَالَ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير ثَنَا عبيد بن غَنَّام ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة ثَنَا عَلِيّ بن مسْهر عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن عَمْرو بن الْعَاصِ فَذكره.
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد عَن عَيَّاش عَن عبد الْأَعْلَى عَن مُحَمَّد بْن عَمْرو عَن أبي سَلمَة حَدثنِي عَمْرو بن العَاصِ بِهِ.
وقرأته مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ عَلَى عبد الله بن خَلِيل الحرستاني بجبل الصالحية قلت لَهُ أخْبركُم أَحْمد بن مُحَمَّد بن معالي وَغَيره أَنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْخَطِيب عَن فَاطِمَة بنت سعد الْخَيْر سَمَاعا أَنا زَاهِر بن طَاهِر أَنا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن أَنا أَبُو عَمْرو بن حمدَان أَنا أَبُو يعْلى أَحْمد بن عَلِيّ الْمثنى ثَنَا عبد الله بن مُحَمَّد ثَنَا عَلِيّ بن مسْهر عَن مُحَمَّد بن عَمْرو عَن أبي سَلمَة عَن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ: «مَا رَأَيْت قُريْشًا أَرَادوا قتل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا يَوْم ائْتَمرُوا بِهِ وهم جُلُوس فِي ظلّ الْكَعْبَة وَرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عِنْد الْمقَام فَقَامَ إِلَيْهِ عقبَة بن أبي معيط فَجعل رِدَاءَهُ فِي عُنُقه ثمَّ جذبه حَتَّى وَجب لركبته وتصايح النَّاس وظنوا أَنه مقتول وَأَقْبل أَبُو بكر يشْتَد حَتَّى أَخذ بضبع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وَرَائه وَهُوَ يَقُول أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله ثمَّ إنصرفوا عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا قَضَى صلَاته مر بهم وهم جُلُوس فِي ظلّ الْكَعْبَة فَقَالَ يَا معشر قُرَيْش أما وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا أرْسلت إِلَيْكُم إِلَّا بِالذبْحِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حلقه فَقَالَ لَهُ أَبُو جهل يَا مُحَمَّد مَا كنت جهولا فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْت مِنْهُم».
رَوَاهُ ابْن الْمُقْرِئ عَن أبي يعْلى فَقَالَ ثَنَا أَبُو بكر بن أبي شيبَة وَهُوَ عبد الله بن مُحَمَّد الْمَذْكُور فِي رِوَايَة أبي عَمْرو بن حمدَان وَالله أعلم.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه عَن أبي يعْلى بِهِ فوافقناه بعلو.
قوله فِي:

.بَاب انْشِقَاق الْقَمَر:

[3869]- عقب حَدِيث إِبْرَاهِيم عَن أبي معمر عَن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: «انْشَقَّ الْقَمَر وَنحن مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمنى فَقَالَ اشْهَدُوا وَذَهَبت فرقة نَحْو الْجَبَل».
وَقَالَ أَبُو الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن عبد الله: «انْشَقَّ الْقَمَر بِمَكَّة».
وَتَابعه مُحَمَّد بن مُسلم عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن أبي معمر عَن عبد الله.
أما حَدِيث أبي الضُّحَى فَقَرَأت عَلَى عمر بن مُحَمَّد بن أَحْمد البالسي أخْبركُم أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي عَن عبد الرَّحْمَن بن مكي أَن الْحَافِظ أَبَا طَاهِر السلَفِي أخبرهُ أَنا أَبُو عبد الله الرَّازِيّ أَنا عَلِيّ بن مُحَمَّد الْفَارِسِي ثَنَا أَبُو الطَّاهِر مُحَمَّد بن أَحْمد الذهلي ثَنَا جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا الْمُعَلَّى بن مهْدي ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن مُغيرَة عَن أبي الضُّحَى عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ: «انْشَقَّ الْقَمَر بِمَكَّة فَقَالَت قُرَيْش هَذَا سحر سحركموه ابْن أبي كَبْشَة فَقَالَ بَعضهم انْظُرُوا إِلَى السفار يقدمُونَ عَلَيْكُم فَإِن مُحَمَّدًا لَا يَسْتَطِيع أَن يسحر النَّاس كلهم فَإِن رَأَوْا مثل الَّذِي رَأَيْتُمْ فَهُوَ حق فقدموا فَسَأَلُوهُمْ فَقَالُوا قد رَأينَا قد انْشَقَّ».
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده ثَنَا أَبُو عوَانَة بِهِ.
وقرأته عَالِيا عَلَى خَدِيجَة بنت الشَّيْخ أبي إِسْحَاق بن سُلْطَان أخْبركُم أَبُو نصر بن الشِّيرَازِيّ فِي كِتَابه عَن مَحْمُود بن إِبْرَاهِيم أَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر أخْبرهُم أَنا عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق أَنا إِبْرَاهِيم بن عبد الله ثَنَا الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل ثَنَا عبد الله بن أَيُّوب المخرمي ثَنَا عَلِيّ بن عَاصِم ثَنَا مُغيرَة بِهِ.
وَأما حَدِيث مُحَمَّد بن مُسلم بقرَاءَته عَلَى شيخ الْإِسْلَام أبي حَفْص بن أبي الْفَتْح عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن الرشيد مُحَمَّد بن أبي بكر العامري أخبرهُ أَنا أَبُو الْقَاسِم عبد الصَّمد بن مُحَمَّد الْحَاكِم أَنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْفضل السفراوي فِي كِتَابه أَن الْحَافِظ أَبَا بكر أَحْمد بن الْحُسَيْن أخبرهُ أَنا أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَنا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَري ثَنَا مُحَمَّد بن عبد السَّلَام ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَنا عبد الرَّزَّاق أَنا ابْن عُيَيْنَة وَمُحَمّد بن مُسلم عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد عَن أبي معمر عَن عبدلله قَالَ: «رَأَيْت الْقَمَر منشقا شقتين بِمَكَّة شقة عَلَى أبي قبيس وشقة عَلَى السويداء».
قوله:

.باب هِجْرَة الْحَبَشَة:

وَقَالَت عَائِشَة قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أريت دَار هجرتكم ذَات نخل بَين لابتين».
فَهَاجَرَ من هَاجر قبل الْمَدِينَة وَرجع عَامَّة من كَانَ هَاجر بِأَرْض الْحَبَشَة إِلَى الْمَدِينَة.
فِيهِ عَن أبي مُوسَى وَأَسْمَاء عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأما حَدِيث عَائِشَة فأسنده الْمُؤلف فِي كتاب الصَّلَاة وهجرة الْمَدِينَة.
وَأما حَدِيث أبي مُوسَى فَسَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ قَرِيبا.
وَأما حَدِيث أَسمَاء فَإِن كَانَت هِيَ بنت أبي بكر فلهَا حَدِيث أسْندهُ الْمُؤلف فِي الْجِهَاد فِي حَدِيث أَوله: «صنعت سفرة رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيت أبي بكر حِين أَرَادَ أَن يُهَاجر إِلَى الْمَدِينَة» الحَدِيث.
وَأوردهُ أَيْضا فِي باب الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة.
وَإِن كَانَت أَسمَاء بنت عُمَيْس- وَهُوَ الْأَظْهر- فلهَا حَدِيث فِي شَأْن الْهِجْرَة إِلَى الْحَبَشَة أخرجه المُصَنّف فِي غَزْوَة خَيْبَر من طَرِيق أبي بردة بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه قَالَ: «بلغنَا مخرج النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنحن بِالْيمن» الحَدِيث وَفِيه: «وَدخلت أَسمَاء بنت عُمَيْس وَهُيَ مِمَّن قدم مَعنا عَلَى حَفْصَة وَقد كَانَت أَسمَاء هَاجَرت فِيمَن هَاجر إِلَى النَّجَاشِيّ» وَفِيه قَول النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلكم أَنْتُم يَا أهل السَّفِينَة هجرتان قَالَت اسماء فَلَقَد رَأَيْت أَبَا مُوسَى وَأَصْحَاب السَّفِينَة يأْتونَ أَرْسَالًا يسألونني عَن هَذَا الحَدِيث» الحَدِيث.
قوله فِيهِ:
عقب حَدِيث [3872] معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير أَن عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار أخبرهُ أَن الْمسور بن مخرمَة وَعبد الرَّحْمَن بن الْأسود قَالَا لَهُ مَا يمنعك أَن تكلم خَالك عُثْمَان فِي أَخِيه الْوَلِيد بن عقبَة الحَدِيث إِلَى أَن قَالَ عُثْمَان (أفليس لي عَلَيْكُم من الْحق مثل الَّذِي كَانَ لَهُم قَالَ بلَى).
وَقَالَ يُونُس وَابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ أفليس لي عَلَيْكُم مثل الَّذِي كَانَ لَهُم عَلِيّ فَذكر الحَدِيث.
أما حَدِيث يُونُس فأسنده الْمُؤلف فِي مَنَاقِب عُثْمَان رَضِيَ اللَّهُ عَنْه.
وَأما حَدِيث ابْن أخي الزُّهْرِيّ فَقَالَ ابْن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد ثَنَا سعيد بن نصر ثَنَا قَاسم بن أصبغ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق ثَنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن حبيب ثَنَا عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد الدَّرَاورْدِي عَن ابْن أخي الزُّهْرِيّ عَن عَمه عَن عُرْوَة بن الزبير عَن عبيد الله بن عدي بن الْخِيَار: «أَن عُثْمَان بن عَفَّان قَالَ لَهُ هَل أدْركْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا» فَذكر الحَدِيث وَقَالَ فِيهِ: «أفليس لي عَلَيْكُم مثل الَّذِي كَانَ لَهُم عَلّي».